Secular Way
سياسة واقتصاد

الحركة العلمانية Secularism

العلمانية هي حركة اجتماعية تدعو إلى الفصل بين مؤسسات الدولة والسلطة الدينية أو المؤسسات الدينية، بحيث لا يتدخل الدين في الأنشطة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الدولة، بناءً على مبدأ المجتمع التعددي والمنفتح، حيث يمكن للجميع باختلاف معتقداتهم الدينية وتوجهاتهم غير الدينية المختلفة أن يعاملوا بنفس القدر من المساواة. للمضي قدماً نحو دولة محايدة تضمن أكبر قدر من الحرية للجميع. ولكي تكون الدولة دولة علمانية، يجب أن لا تكون دولة ثيوقراطية أي دولة تستمد قوانينها من الدين أو دولة يحكمها رجال الدين (مثل إيران، وباكستان).

أحياناً يتم الخلط بين مفهوم “العلمانية” ومفهوم الإلحاد أو اللا دينية، باعتبار أن العلمانية شكل من أشكال اللادينية، ولكن المفهوم الأكثر شيوعاً للعلمانية ببساطة هو مفهوم لا يرتبط بالدين أو المعتقد. ويعني مصطلح “العلمنة” بأنه العملية التي يصبح من خلالها شيء ما، في مجتمع معين، أكثر علمانية، ولكن ليس من الضروري أن يصبح غير متديناً. فالعلمانية ليست حركة إلحادية، فالإلحاد هو عدم الإيمان بأي دين، بينما تدعوا العلمانية ببساطة إلى مجتمع علماني ديمقراطي يضمن حقوق المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء. وتختلف العلمانية كمبدأ سياسي معياري من الناحية المفاهيمية عن النظرية الاجتماعية التقليدية غير الشاملة، ومفاهيمها الاجتماعية الكلاسيكية التي تركز على دور الفرد في المجتمع ومصدر القيم والمبادئ الاجتماعية.

مبادئ العلمانية

  1. الفصل بين مؤسسات الدولة والسلطة الدينية أو المؤسسات الدينية.
  2. المعاملة العادلة والمتساوية لوجهات النظر الدينية وغير الدينية في الشأن العام.
  3. عدم الاعتراف القانوني بالهيئات القضائية الدينية.
  4. عدم إعطاء أي امتيازات للطوائف الدينية في علاقتها مع الحكومة أو التمويل من الدولة.
  5. عدم التمييز بين الأفراد على أساس المعتقد الديني أو التوجه الجنسي.
  6. أن تشمل الاحتفالات الوطنية جميع الأديان على حد سواء.
  7. إنهاء الامتياز الديني في قوانين الزواج، ووضع تقنين للزواج المدني.
  8. الحد من تمويل الدولة للمدارس الدينية.
  9. أن يتم استبدال التجمعات الطلابية في المدارس بدلاً من العبادة الجماعية الإلزامية.
  10. أن يكون التعليم حول الأديان في المدارس بشكل محايد وموضوعي ومتوازن.
  11. الاعتماد على المنطق والمنهج التجريبي القائم على الشك الراديكالي لاستخلاص النتائج ووضع القوانين.
  12. الإصلاح الدستوري بناءً على المبادئ العلمانية.

كما تشمل أهداف الحركة العلمانية الالتزام بمبادئ ومواثيق حقوق الإنسان العالمية، ولا سيما حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق المثليين وحقوق الأقليات وحرية الاعتقاد الديني وحرية الرأي والتعبير، والمشاركة في الدعم الديمقراطي والليبرالي وسيادة القانون الواحد للجميع.

تاريخ العلمانية

نشأت العلمانية في عصر النهضة والتنوير الأوروبي، بعد مرحلة العصور الوسطى، وخاصة في فرنسا لمواجهة سلطه وسيطرة الكنيسة على الدولة والمؤسسات والمجتمع، ومعارضة التمييز بين أفراد المجتمع بناءً على توجهات الأفراد الدينية أو الطائفية، وساهمت العلمانية بشكل كبير في عصر النهضة، حيث بدأ الناس بالاهتمام بالأمور الدنيوية وتطور الإنسانية والعلوم والإنجازات الإنسانية.

العلمانية في العصر الحديث

انتشرت العلمانية على نطاق واسع من أوروبا إلى جميع أنحاء العالم، ومن بعض الأمثلة الشائعة للدول التي تتبنى النظام العلماني خارج أوروبا، الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، والبرازيل، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا، ورواندا، والهند، ونيبال، واليابان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، وتايوان، وتركيا. إضافة إلى دول علمانية سابقة مثل إيران والعراق، وساموا. ودول ذات نظام شبه علماني مثل سوريا، ولبنان، وتونس، والكويت.

وفي هذا السياق يلاحظ أن العلمانية ليست نموذجاً واحداً، حيث يختلف المفهوم عن التطبيق وتختلف درجة التطبيق من دولة إلى أخرى، على سبيل المثال، العلمانية الفرنسية تتخذ موقفاً متشدداً من الدين، على عكس العلمانية البريطانية والألمانية التي تتخذ نهجاً أكثر تصالحاً وأكثر حيادية تجاه الأديان. وفي الكويت حدث خلافاً على المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن “الدين الإسلامي هو المصدر الرئيسي للتشريع”، فتم تغيير نص المادة إلى “الدين الإسلامي مصدراً رئيسياً للتشريع”. وتعد تركيا نموذجاً للدولة العلمانية التي تتبنى نموذجاً علمانياً أكثر انفتاحاً على الأديان. وفي تونس يعتبر الرئيس الحبيب بورقيبة واحداً من أهم السياسيين في العالم العربي الذين أعلنوا توجهاتهم العلمانية، فقام بورقيبة بتعديل القوانين التونسية القائمة على مبادئ الدين الإسلامي.

لقد كانت الحركة العلمانية مستمرة على مدار التاريخ القديم والحديث، ضمن أشكال عديدة من الفلسفات النقدية القديمة القائمة على مبادئ العقل والمنطق، مثل فلسفة سقراط وغيره من الفلاسفة القدماء. شكلت هذه المرحلة القديمة من العلمانية ظهور مراحل عديدة من العلمانية، حيث أصبحت العلمانية أكثر قبولاً وانفتاحاً على التطور والأفكار والمؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة، للتقارب ووضع أساس للوصول إلى مرحلة علمانية جديدة.

شاهد أيضاً

قضايا ازدراء الأديان في مصر

moabusharaf

غسيل الدماغ وزراعة الأفكار في السياسة والدين

moabusharaf

الفرق بين الشيوعية والاشتراكية

moabusharaf

اكتب تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط Cookies لتحسين تجربة الاستخدام. قبول سياسة الاستخدام والخصوصية