Secular Way
فلسفة

الفلسفة الفيزيائية

الفلسفة الفيزيائية Physicalism هي موقف فلسفي يعتقد أن كل ما هو موجود لا يتخطى خواصه الفيزيائية، وأن الجوهر الوحيد في الوجود، هو الجوهر المادي وعلاقته بالجوهر الذهني، باعتبار أن العقل هو بنية فيزيائية بحتة، وأن ديناميكية العقل عملية تطورية مستمرة. وتعرف الفلسفة الفيزيائية أيضاً باسم المذهب الفيزيائي. تعتبر الفلسفة الفيزيائية امتدادًا للفلسفة المادية، حيث تطور مفهوم المادية مع تطور العلوم الفيزيائية والكيميائية ليضم مفاهيم أكثر تعقيداً، مثل العلاقات بين الموجات والجسيمات والطاقة غير المادية التي تنتجها الجزيئات. أحد المفاهيم المهمة في الفيزيائية هو مفهوم التبعية (مستويات الوجود الأعلى تعتمد على المستويات الأدنى، بحيث لا يمكن أن يكون هناك تغيراً في المستوى الأعلى إلا إذا كان هناك تغيراً في المستوى الأدنى).

تاريخ الفلسفة الفيزيائية

في أوائل القرن العشرين، صاغ الفيلسوف النمساوي “أوتو نيورات Otto Neurath” مصطلح الفيزيائية Physicalism، وأصبحت الفلسفة الفيزيائية بكل أنواعها، المذهب الفلسفي السائد في مسائل العقل والجسد، مع الطفرة الكبيرة التي أحدثتها العلوم في القرن العشرين، وخاصة النظرية الذرية ونظرية التطور وعلم الأعصاب وتكنولوجيا المعلومات.

أنواع الفلسفة الفيزيائية

الفلسفة الفيزيائية الاختزالية

تعتقد الفلسفة الفيزيائية الاختزالية أن جميع الحالات والخصائص العقلية يمكن تفسيرها من خلال الدراسات العلمية للعمليات الفسيولوجية والحالات الذهنية، وهي الشكل الأكثر شعبية في القرن العشرين.

أنواع الفلسفة الفيزيائية الاختزالية

  1. الاختزالية السلوكية: تعتقد أن الحالات الذهنية مجرد وصف لسلوك يمكن ملاحظته، وأن مثل هذه السلوكيات يمكن وصفها علمياً دون الحاجة إلى العمليات الفسيولوجية الداخلية أو إلى بنيات افتراضية مثل الذهن.
  2. نظرية هوية النوع: تعتقد أن هناك أنواعاً مختلفة من الحالات الذهنية تتطابق مع أنماط أو أنواع معينة من الحالات المادية للدماغ.
  3. نظرية الهوية الرمزية: تعتقد أن هناك حالات معينة من الحالات الذهنية مماثلة لحالات معينة من الحالات المادية للدماغ.
  4. الاختزالية الوظيفية: تعتقد أن الحالات الذهنية (المعتقدات، الرغبات، الشعور، الألم، وما إلى ذلك) تتشكل فقط من خلال دورها الوظيفي (العلاقات السببية للحالات العقلية، المدخلات الحسية، المخرجات السلوكية)، ويمكن وصفها من حيث الخصائص الوظيفية غير العقلية. وتؤكد أيضاً على أن الحالات الذهنية قابلة للتحقيق، مما يعني أنه يمكن شرحها بشكل كاف دون مراعاة الوسط المادي الأساسي (مثل الدماغ، الجهاز العصبي، الخلايا العصبية)، بحيث يمكن إدراكها من خلال طرق متعددة، وبشكل نظري أيضاً، ضمن الأنظمة غير البيولوجية مثل أجهزة الكمبيوتر.

الفلسفة الفيزيائية غير الاختزالية

تعتقد الفلسفة الفيزيائية غير الاختزالية أنه على الرغم من أن الدماغ يتعلق بالذهن، إلا أنه لا يمكن اختزال المسردات والمفردات المستخدمة في الأوصاف والتفسيرات العقلية إلى اللغة والتفسيرات ذات المستوى الأدنى للعلوم الفيزيائية. وهكذا، فإن الحالات الذهنية تعتمد على الحالات الجسدية المادية، ولا يمكن أن يحدث أي تغير في الحالة العقلية دون حدوث تغير في الحالة الجسدية.

أنواع الفيزيائية غير الاختزالية

  • الفيزيائية الأحادية الشاذة: تعتقد أن الحالات الذهنية تتطابق مع الحالات الجسدية، ولكن الحالة الذهنية يمكن أن تشذ، أي أن الحالات الذهنية حقيقية تماماً ومتطابقة مع الحالات الجسدية أو المادية، ولكن لا تخضع لقوانين جسدية صارمة. وأن كل الأشياء الذهنية جسدية، لكن ليست كل الأشياء الجسدية ذهنية بالضرورة. تم طرح هذه النظرية لأول مرة من قبل “دونالد ديفيدسون Donald Davidson” في السبعينيات من القرن الماضي.
  • طور النشوء: تتضمن نظرة طبيعية إلى الطبيعة، مع طبقات متتالية ومرتبة من حيث التعقيد المتزايد، وكل طبقة تتوافق مع معرفتها الخاصة.
  • الفيزيائية الإقصائية: ترى أن الحس السليم يكمن في الفهم السليم للعقل والذهن (علم النفس الشعبي). وأن المعيب (علم الأعصاب) بشكل ميؤوس منه سيتم استبداله (القضاء عليه) في نهاية المطاف ببديل آخر.

شاهد أيضاً:

الفلسفة المادية.

شاهد أيضاً

الفلسفة الشكوكية

moabusharaf

السيرة الذاتية لهيباتيا السكندرية

moabusharaf

الفرق بين فلسفة أفلاطون وأرسطو

moabusharaf

اكتب تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط Cookies لتحسين تجربة الاستخدام. قبول سياسة الاستخدام والخصوصية