غالباً ما يتم الخلط بين الشيوعية والاشتراكية، وبرغم التشابه بينهما في بعض المفاهيم والمبادئ، ولكن كلا الإيديولوجيتين مختلفيتن في بعض النواحي. يرتبط النظام الاشتراكي بالنموذج الماركسي اللينيني إلى حد كبير، فمعظم الدول الاشتراكية كانت ماركسية لينينية أو مستلهمة منها، حيث يتفقون على تعريف مشترك للمفهوم الاشتراكي. وفي نفس الوقت فإن بعض الدول الاشتراكية غير الماركسية اللينينية، تتبنى طيفاً واسعاً من التفسيرات المختلفة لمفهوم الاشتراكية.
تعريف الشيوعية
الشيوعية Communism هي نظام إيديولوجي يشمل جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية، تكون الملكية في المجتمع الشيوعي ملكية عامة ومشتركة، ويكون العمل لكل فرد بحسب قدراته، ولكل فرد نصيب من الثروة العامة بحسب حاجاته، في ظل عدم هيمنة الدولة أو الحكومة على وسائل الإنتاج. ومن الناحية الاجتماعية الدينية تعتمد الشيوعية الفلسفة المادية الجدلية، حيث ترفض دور الأديان في المجتمع الشيوعي. يختلف نظام ومبادئ الشيوعية من مجتمع إلى آخر. وحتى اليوم، تعتمد العديد من الدول النظام الشيوعي مثل الصين وكوبا وكوريا الشمالية ولاوس وفيتنام.
تعريف الاشتراكية
الاشتراكية Socialism هي نظام اقتصادي ينادي بالملكية الجماعية لموارد واقتصاد الدولة. ظهر الفكر الاشتراكي عن طريق مفكري القرن الثامن عشر، والحركات السياسية للطبقة العاملة التي تنتقد تأثير النشاط الصناعي والملكية الخاصة على المجتمع. وفي نهاية القرن التاسع عشر حدث صراع بين الاشتراكية والرأسمالية، وأصبحت الاشتراكية نظاماً بديلاً يعتمد على مبدأ الملكية الجماعية في بعض الدول.
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية
يتضح من تعريف الأيديولوجيتين، أن وجه التشابه بين الشيوعية والاشتراكية يتمثل في الإطار الإقتصادي (الملكية الجماعية، ومشاركة وتوزيع الثروات). فالاشتراكية والشيوعية تتفقان على مركزية المؤسسات، وزوال الأعمال الخاصة، بحيث يرجع الدور الرئيسي المركزي في الاستثمار والتخطيط الاقتصادي إلى الحكومة. وفي بعض الأحيان، تعتمد الشيوعية الفلسفة المادية الجدلية، حيث ترفض دور الأديان في المجتمع الشيوعي، وجميع المبادئ والتشريعات الدينية. بينما لا تخوض الاشتراكية في المسائل الدينية.
في النظام الاشتراكي، يكسب العمال أجورهم بحسب تقييم جهودهم الفردية، بينما يكسب العمال في النظام الشيوعي أجورهم بحسب حاجة الفرد للعمل، ويحصل الفرد على ما تعتقد الحكومة أنه في حاجة إليه من الأجور والطعام والملابس والسكن وغيرهما من الحاجات. وفي ضوء هذا الاختلاف الجوهري بين الإيديولوجيتين، يبرز عيباً رئيسياً في النموذج الشيوعي، حيث لن يكون لدى الفرد دافعاً للعمل بجد، أو العمل بشكل إبداعي فردي، لأن هذا الجهد لن يكون له أي تأثير أو فائدة من ناحية الأجور.
الشيوعية في العصر الحديث
نظام الحزب الواحد هو النظام السائد في الدول الشيوعية، حيث يديرها ويحكمها حزب شيوعي مركزي واحد ذو توجه ماركسي لينيني. كانت الماركسية اللينينية أيديولوجية الدولة في الاتحاد السوفييتي، وفي الدول الشيوعية ضمن الكوميكون، والكتلة الشرقية وحلف وارسو. ومن الدول التي تتبع النظام الاشتراكي في العصر الحديث، الصين، وكوبا، وكوريا الشمالية، ولاوس، وفيتنام. على الرغم من أن بعض الدول تحاول أن تخلق نظام حزبي تشاركي بمشاركة سياسية فاعلة. عادة ما يستخدم المؤرخون وعلماء السياسة ووسائل الإعلام مصطلح (الدولة الشيوعية)، بينما لا تصنف تلك الدول نفسها كدولة شيوعية بل تشير إلى نفسها على أنها دول تعمل على بناء نظام اشتراكي، وديمقراطية وطنية شعبية.
الاشتراكية في العصر الحديث
هناك العديد من النماذج الاشتراكية في العصر الحديث، وبالنظر إلى تعريف الاشتراكية كنظام سياسي واقتصادي واجتماعي، يصعب تحديد نوعية الأنظمة الاشتراكية على نحو دقيق. كما تختلف الدولة كنظام اشتراكي عن الأحزاب الاشتراكية، ولذلك لا تصنف الدول التي تحكمها أحزاب اشتراكية على أنها دول اشتراكية، طالما لا ينص الدستور على ذلك. على العكس، تصنف الدول التي لا يحكمها أحزاب اشتراكية على انها دول اشتراكية، طالما ينص الدستور على ذلك. على سبيل المثال تتبع الهند النظام الاشتراكي، على الرغم من أن الحزب الحاكم في الهند غير اشتراكي. ومن الدول التي تتبع النظام الاشتراكي في العصر الحديث، الهند، ونيبال، وسيريلانكا، وبنغلاديش، والبرتغال، والجزائر، وتنزانيا.
إقرأ أيضاً: