تدور أحداث الرواية حول قصتين متوازيتن تنعكس أحداثهما على بعضهما البعض عبر سبعة قرون متداخلة. جرت إحداهما في الزمن المعاصر، وهي قصة السيدة الأربعينية “إيلا روبنشتاين”، وهي ربة بيت عادية وغير سعيدة في حياتها، ولها ثلاثة أطفال، وزوج غير مخلص، لكن حياتها تبدأ في التغيير بشكل كبير عندما تحصل على وظيفة مراجع لوكالة أدبية. فكانت أول مهمة لها هي مراجعة رواية مثيرة للاهتمام بعنوان (كفر حلو Sweet Blasphemy)، عن الشاعر الصوفي المعروف “جلال الدين الرومي” في القرن الثالث عشر، ومعلمه الصوفي المحبوب “شمس التبريزي”. سرعان ما تجد إيلا نفسها مهووسة بالرواية ومؤلفها عزيز زهارا، فتبدأ بمراسلة الكاتب عبر البريد الإلكتروني. ومع قراءتها للرواية تبدأ بالتساؤل عن الطرق العديدة التي استقرت بها من أجل عيش حياة تقليدية خالية من العاطفة والحب الحقيقي.
فيما تجري أحداث القصة الأخرى في القرن الثالث العشر في عصر الصراعات الدينية والطائفية، عندما واجه الرومي مرشده الروحي، شمس التبريزي، الدرويش الجوال المعروف بتحديه الحكمة التقليدية والتحيز الاجتماعي والديني. وكيف أنهما جسّدا معاً رسالة الشعر والحب الخالدة. وكيف غيّر شمس من شخصية صوفية فذة مثل جلال الدين الرومي الفقيه الخطيب ليصبح شاعراً مُلهَماً ومُلهِماً، يدعو مأخوذاً إلى العشق الإلهي.
في عام 1244 ميلادياً، إلتقى الرومي بشمس، بعد خوض الرومي رحلة شاقة في البحث عنه، فكان لقائهما نقطة فارقة في حياة كل منهما، وبعد لقاء الرومي بهذا الرفيق الاستثنائي، تحول من رجل دين عادي إلى شاعر يجيش صدره بالعاطفة، وصوفي مُخلِص ومتحرر من التقليدية، وداعية إلى العشق الإلهي، فابتدع رقصة الدراويش الصوفية المعروفة. كان الرومي طالباً راغباً، لكن رفض المجتمع هذة العلاقة، وتمردوا على مذهب شمس الجديد لإخلاله بأسلوب حياتهم المستقر. ولكن الرومي استمسك به، آملاً أن يقوده شمس إلى أبعد من وسائل الراحة، وإلى أبعد من إرضاء الأنا الضحلة.
فقال شمس عن صاحبه: “الرومي على حق، فهو ليس من الشرق ولا من الغرب، إنه ينتمي إلى مملكة الحب. إنه ينتمي إلى المحبوب.”.
في الجوهر، يضطر كل من الرومي وإيلا، من خلال علاقاتهما مع شمس وعزيز، إلى التساؤل، ثم التخلي عن سلامة وأمن حياتهم الظاهرية بسبب عدم اليقين والنشوة والقلب المفطور. بيد أن شمس وعزيز لا يمكنهما منح الوعود بالسعادة الدائمة. فكان ما أمكن منحه هو طعم الاتحاد الغامض، والحب الإلهي، والانسجام العميق الذي ينشأ حالما يتم التخلي عن الذات الزائفة – التي تم خلقها لإرضاء الآخرين – وتجلي الذات الحقيقية.
على طول الطريق، يضفي شمس قواعد العشق الأربعين، فكانت قواعد الحكمة الصوفية الأساسية التي يبشر بها شمس ويجسدها. متحدياً الأعراف الاجتماعية والدينية في إصرار، ويضع نفسه في مخاطر تحيكها الناس له. إنها ليست قصة سهلة، ولا قصة سعيدة تماماً. حيث يبدو أن ثمة تكاليف مقابل العيش حياة حقيقية. ولكن، بيد أن تكاليف عدم العيش، أكبر بكثير.
عن إليف شفق Elif Shafak
ولدت إليف شفق في ستراسبورج بفرنسا عام 1971. متزوجة ولديها طفلان. وهي كاتبة تركية حائزة على جوائز كثيرة، وتعد أشهر كاتبة في تركيا. وقد أشاد بها النقاد باعتبارها واحدة من أكثر الأصوات تميزاً في الأدب المعاصر باللغتين التركية والإنجليزية. وهي أيضاً مؤلفة رواية لقيطة إسطنبول The Bastard of Istanbul، ومذكراتها حليب أسود Black Milk. تمت ترجمة كتبها إلى أكثر من ثلاثين لغة.
الكاتب: اليف شفق Elif Shafak
الناشر: دار طوى
سنة النشر: 2009
التصنيف: رواية / خيال أدبي